«®°·.¸.•°°·.¸.•°™ منتــــــــديات مملكه الحــــــــــب ™°·.¸.•°°·.¸.•°®»
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

«®°·.¸.•°°·.¸.•°™ منتــــــــديات مملكه الحــــــــــب ™°·.¸.•°°·.¸.•°®»

«®°·.¸.•°°·.¸.•°™ منتــــــــديات مملكه الحــــــــــب ™°·.¸.•°°·.¸.•°®»
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 انتفاضة الأقصى مفصل تاريخي في مجرى الأحداث

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابو زياد حنونة

ابو زياد حنونة


عدد الرسائل : 50
تاريخ التسجيل : 28/04/2008

انتفاضة الأقصى مفصل تاريخي في مجرى الأحداث Empty
مُساهمةموضوع: انتفاضة الأقصى مفصل تاريخي في مجرى الأحداث   انتفاضة الأقصى مفصل تاريخي في مجرى الأحداث Icon_minitimeالأربعاء أبريل 30, 2008 7:45 am

نعايش لحظة تاريخية -ولا تقاس اللحظات التاريخية بساعات وأيام معدودة- يمكن اعتبارها مفصلًا من مفاصل التحوّل بين مرحلتين في مسيرة أحداث قضية فلسطين التي لا نعتبرها هنا قضية "جغرافية" محصورة في بقعة من الأرض، وإن كان هذا الجانب من القضية هو المحور الأول والحاسم، بل نعتبرها قضية صراع شامل بأبعاد عقدية وحضارية وتاريخية وجغرافية، فضلًا عن أشكال التعبير المباشر عنه سياسيًّا وعسكريًّا واقتصاديًّا ..

ومن طبيعة مفاصل التحوّلات التاريخية أن ينطوي الحدث الآني على مؤشرات مخاض شديدة الاشتعال؛ فتثير في النفوس أشدّ درجات الألم الغاضب، وكذلك أن تظهر في أفق الأحداث تناقضات تجمع في وقت واحد ما بين إفرازات مرحلة راحلة تحتضر وإرهاصات مرحلة مقبلة تولد.

مغزى الانتفاضة ..من الثابت في هذه الأثناء؟

أولا : ليست انتفاضة الأقصى "حدثًا عابرًا " من أحداث الصدامات السياسية أو صدامات العنف ليمكن تطويقه، بل ستؤدّي محاولات تطويقه إلى ازدياد اشتعاله وانتشاره، فانتفاضة الأقصى:

لم تشتعل كغضبة شعبية محضة، أي كردّ فعل عفوي ووقتي محدود، على استفزاز إسرائيلي جديد، ومتكرّر بصور متعددة، آخرها مبدئيًّا ما أقدم عليه شارون بترتيب مسبق مع باراك، وإنّما كانت الغضبة على هذا الاستفزاز صورة من صور التعبير عن الانتفاضة الأعمق مضمونًا ومغزى والأوسع انتشارًا وتعبيرًا عن نفسها، بل كانت الانتفاضة حلقة أخرى من حلقات ثورة على انحراف " وجهة " التعامل مع الصراع المفروض على المنطقة.

ثانيا: لم تندلع انتفاضة الأقصى لتصحيح " اتفاقيات وحدود "، بل لتصحيح " مسيرة واتجاه " ..

ولئن أعطت الانتفاضة الأولى شرارة الثورة من أجل تصحيح الانحراف على مستوى فلسطيني .. وظنّ أهل مدريد وأوسلو أنّه تمّ إجهاضها، فلقد كذبتهم انتفاضة الأقصى وامتدادها ..

- فانتفاضة الأقصى تعطي الآن شرارة الثورة من أجل تصحيح الانحراف على مستوى عربي .. وقد يظنّ أهـل قمة "شرم الشيخ " وما سيليه أنّهم طوّقوها أو أجهضوها، ولكن ستكذبهم أحداث حتمية مقبلة ..

- وربما تسري انتفاضة الأقصى نفسها إسلاميًّا، أو تتبعها شرارة أخرى، فالاحتضان الإسلامي للقضية حتميّ لأصـالته التاريخية الحضارية، وحتمي لضروراته المعاصرة ومعطياته المتوفرة، وقد ظهرت مؤشراته في انتفاضة الأقصى بأوضح ما يكون.

ثالثا: في مقدّمة ما يتميّز به تصحيح المسار الفلسطيني والعربي عبر الانتفاضة، أنّه لا يقتصر على جانب "التصوّرات والفكر وصراع الاتجاهات" بل نزل إلى الشارع إذا صح التعبير ..

- وكانت الانتفاضة الأولى قد أبرزت الارتباط العضوي بين القضية و"الشارع الفلسطيني " على درب آخر غير الذي سلكته "سياسة المنظمات الرسمية" آنذاك ..

- وتبرز الانتفاضة الثانية الآن الارتباط العضوي بين القضية و"الشارع العربي" ..

- ويفرض منطق التاريخ كما تفرض معطيات القضية أن نشهد آجلا أو عاجلا حلقة أخرى من الأحداث تبرز للعيان مجدّدا الارتباط العضوي بين القضية و" الشارع العربي والإسلامي " أيضًا .. ربما بأساليب مشابهة أو عبر انتفاضة ثالثة أو بأي صورة أخرى .. ولكن في سائر الأحوال ستكون النتائج أقوى رسوخًا وأبعد مضمونًا وتأثيرًا بأشواط بعيدة ..

- بل لا ينبغي في قضية فلسطين استبعاد البعد " الإنساني الشامل " المحتمل، فالمسألة اليهودية التي كانت منطلق المشروع الصهيوني كرأس حربة في الصراع الدائر فوق أرضنا، كانت بميلادها وبطبيعتها ونتائجها مسألة غربية الموطن والهوية والأساليب والقوى الفاعلة، وبدأ شواظ نتائجها المرتبطة بعناصر الهيمنة والعنصرية والمادية يشتدّ تأثيرًا ووضوحًا في الضغوط التي يمارسها على المستويات الشعبية في الدول الغربية نفسها، ولا بدّ أن ينشأ عن ذلك ردّ تاريخي، آجلًا أو عاجلًا، وكلّما اشتدّت أساليب الهيمنة اليهودية ضغطًا اشتدّت درجات الاحتقان الاجتماعي والثقافي في اتجاه الانفجار. إنّما لا يُستغرب أن تكون بداية الردّ التاريخي في منطقة فلسطين وما حولها، فهي التي استهدفتها الصهيونية "العالمية" وجعلت منها منطلقا لسواها، وفيها كانت النتائج أشدّ وطأة ودموية، وتأثيرًا على أهل المنطقة.

الحدث كان منتظرًا

ربّما بدا الحدث "مفاجئًا" في توقيته .. وذاك من طبيعة أحداث "التغيير" في كل مفصل من مفاصل مسيرة التاريخ، أمّا من حيث المضمون وحتمية الوقوع، فلقد كان منتظرًا، وبالمقابل لا بدّ من انتظار " لردّ على الحدث" أيضا، وأن يوضع بمختلف أشكاله المحتملة في الحسبان، وكما كانت "مدريد وأوسلو " ردّا على الانتفاضة الأولى، يمكن أن يأتي الردّ الآن في صور عديدة غير صورة "قمّة شرم الشيخ " المستعجلة، فهي –بحدّ ذاتها- لن تقدّم كثيرًا أو تؤخّر، فالحدث أكبر وأوسع نطاقًا من حيث عمقه التاريخي ومغزاه المستقبلي على السواء، من إمكانية الإحاطة به بأساليب "التطويق" التقليدية وعمليات "امتصاص الغضب " المعتادة .

وتكمن قوّته الفاعلة في أسباب ومعطيات عديدة، منها أنه لا يمثل " ثورة سياسية أو حزبية أو مسلّحة " .. فلا توجد لقوّته الفاعلة بنية "هيكلية" يمكن تحديد معالمها وتوجيه " ضربة لها، سواء على شكل طعنة في الظهر كما كان بعد مدريد وأوسلو، أم على شكل بطش مباشر، كما تجري الممارسات في المنطقة العربية والإسلامية عمومًا منذ عدة عقود .. دون جدوى !..

إنّ انتفاضة الأقصى ثورة شعبية، فهذا ما تعنيه مثلا مظاهرات الجامع الأزهر واعتصام نقابة الفنانين في مصر، أو هذا مـا يعنيه أيضا تلاقي مضامين معظم الكتابات والمساهمات في وسائل الإعلام –إلا القليل الشاذ من تلك الوسائل إدارة وتوجيها ومضمونا- مع مضامين اللافتات والتعليقات المرفوعة في مظاهرة المليونين في المغرب أو المظاهرات الحاشدة في العراق والسعودية، أو تلاقي مضامين خطب الجمعة مع بيانات أحزاب علمانية ومنظمات كنسية ..

مقدّمات انتفاضة الأقصى

ثورة شعبية ولكنها متوقعة، كما كانت الانتفاضة الأولى ثورة شعبية متوقعة ..وفي الحالتين كان الغليان محتقنًا ينتظر الشرارة ليتخذ مساره ويقوّض ما سبقه من معطيات " تُفرض فرضا " بأسلوب فرض الأمر الواقع ميدانيا كما يصنع العدوّ الإسرائيلي، أو بأسلوب فرض الأمر الواقع كما يصنع من يحتكر لنفسه رؤية "الحل المستقبلي" ويحصره في تسوية يريدها شاملة دائمة "محروسة " أمنيا .. ويضع من يعارضه في سجن فعلي أو فكري وإعلامي!..

ومن طبيعة الأمور أو من سنن التاريخ أن كل طريق شاذّ عن قواعد التاريخ ومنطقه، متمرّد على القيم والمثل والأخلاقيات الإنسانية المشتركة، متناقض مع الحقوق والحريات الإنسانية الثابتة، كما هو الحال مع طريق كامب ديفيد ومدريد وأوسلو، أن ينتهي إلى انفجار، وليكن اسمه ثورة أو انتفاضة أو ما شاءوا لذلك من تسميات.



وإذا كان من المحتم أن تنشأ بعد كلّ حدث تاريخي مفصلي من هذا القبيل مرحلة مختلفة عمّا سبقها، فيمكن استشراف معالم المرحلة المقبلة، عبر إلقاء الضوء على معالم المرحلة السابقة وبالتالي رؤية ما يستهدف الحدث تغييره.

ومع إدراك تداخل المراحل التاريخية على الدوام في بعضها بعضًا، تبرز معالم تصلح لتأريخ بداية كل مرحلة ونهايتها، ويمكن أن نعود بالمرحلة السابقة إلى إرهاصاتها الأولى بعد حرب 1967 م، فذروتها المبدئية في كامب ديفيد 1978م، ثم امتدادها الأفقي بعد غزو الكويت فحرب الخليج الثانية عام 1990م.



لقد كان " الانتصار العسكري الإسرائيلي " الساحق عام 1967م بداية النهاية لفرض الوجود اليهودي الصهيوني بفلسطين وما حولها، بل كان إنذارًا صارخًا بأنّ " ردّ " الطرف الآخر أصبح حتميًّا بمنطق التاريخ، بغض النظر عن الكيفية والتوقيت، وليس المقصود بذلك "الردّ العسكري" المحض، فقضية فلسطين لم تكن يومًا مجرّد قضية مواجهة عسكرية، أو مواجهة سياسية، إنّما بدأ اليهود غزوهم بالأسلوب الاستيطاني الاستعماري المعروف عن سائر التحركات الاستعمارية، تحت عنوان اكتشاف أمريكا وأستراليا قبل قرون، وحتى توطين "البيض" في الجنوب الإفريقي .. وبتعبير آخر كانت الغزوة اليهودية على النقيض من الغزوات الصليبية "صراع وجود "وليس مجرّد صراع "هيمنة عسكرية جغرافية"، وهذا بغض النظر عن الشعارات المرفوعة، صليبًا كانت أم توراة أو دعاوى علمانية، وبغض النظر عن اختلاف تقويم الخطر من جانب الطرف الآخر أيضا، ووصفه بالخطر العقدي، أو القومي، أو الحضاري أو سوى ذلك .. فالعنصر المهمّ من وراء ذلك هو أنّ "الوجود البشري" في فلسطين وما حولها هو المهدّد مهما كان نوع الاتجاه المسيطر أو المنتشر، دينيًّا أو علمانيًّا أو إسلاميًّا أو قوميًّا أو وطنيًّا وقطرياًّ أو سوى ذلك، ولهذا وجد تعبير " صراع وجود " انتشارا بين سائر الاتجاهات !..

وعلى هذه الأرضية يمكن الإيجاز في تحديد المعالم الأخرى للمرحلة التاريخية السابقة من أحداث القضية:

1- كسر الإرادة القومية العربية في الساحة العسكرية عام 1967 م .

2- التحوّل فور الهزيمة العسكرية إلى طرح شعار "إزالة آثار العدوان" الذي اختزل مطلب التحرير في نطاق الأرض المحتلة عام 1967م، فكان بمثابة الإشارة الأولى باتجاه الاستعداد لتقبّل وجود الكيان الإسرائيلي على الأرض الفلسطينية المحتلة عام 1948 على الأقل ..أو كان – مع ما تلاه في كامب ديفيد الأولى- بمثابة "طوق النجاة" للكيان الإسرائيلي المعزول إقليميًّا، المضطرب داخليًّا، المعاق اقتصاديًّا.

3- ثم كان تبني العمل الفدائي من جهة و" ضبطه " في منظمة التحرير الفلسـطينية من جهة أخرى، ثم اعتبارهـا هـي "الممثل الشرعي الوحيد " للشعب الفلسطيني، وبالتالي تقسيم القضية المصيرية المشتركة إلى قسم فلسطيني خاص بالفلسطينيين، وقسم عربي يتناول قضايا "الحدود" ومستقبل العلاقات .

4- ثم كانت كامب ديفيد الأولى عام 1978م التي كسرت الحاجز النفسي في وجه "الصلح" وألغت قيمة معاهدة الدفاع العربي المشتركة بإخراج مصر من الميدان، وهو ما ظهرت نتائجه في اجتياح جنوب لبنان .

5- وكانت النقلة التالية بغزو الكويت وحرب الخليج الثانية، التي أدّت عربيًّا إلى إلغاء أرضية المشروع العربي لصالح أرضية "مشروع الشرق الأوسط" وأخرجت الكيان الإسرائيلي من عزلته الدولية ومن حصره في نطاق "العالم الغربي" من قبل، كما حوّلته إلى شريك مفاوضات، وحوّلت العراق إلى عدو داخلي بديل للدول العربية.

6- ثم كانت أوسلو الأولى قبل سبع سنوات التي قضت بدورها على أرضية التفاوض العربية المشتركة حتى في حدود التسوية السلمية أو ما يمكن وصفه بالتسليم للهيمنة الإسرائيلية والزعامة الأمريكية في المنطقة.

مخاطر سابقة

وجميع ما سبق تطوّرات قابلة أن تتبدّل اتجاهاتها مضمونا ومن حيث النتائج، ويأتي التبدل عادة نتيجة تبدّل موازين القوى وتقلّبها المعتاد، أو مع التبدّل المحتوم في الاتجاهات والتيارات السياسية التي تصنع القرار. ولكنّ الأهم من سائر ما سبق هو ما رافقه ويمكن وصفه بأنه "حملة كبرى لغسيل الدماغ العربي جماعيًّا، وشعبيًّا وفكريًّا "، أو بتعبير آخر: إيجاد إنسان عربي آخر، غير الإنسان الذي يرفض "الخضوع والتسليم".. وليكن اسمه إنسانًا " عقلانيًّا .. موضوعيًّا .. منهجيًّا .. واقعيًّا .. ملتزمًّا بالشرعية الدولية " إلى آخره، فالمهم من وراء ذلك أنّه الإنسان الذي يتقبل استمرار "العدوان" واستمرار "الهيمنة"، وهذا -وليس تقدّم العرب وأمنهم وسلامتهم ومصالحهم وتعاونهم وتحضّرهم .. إلى آخره- هو المحور الأهم في سائر الأهداف اليهودية والأمريكية، بل قد تختلف الطبقة التي تصنع القرار أوروبيًّا وروسيًّا مع اليهودية العالمية والزعامة الغربية الأمريكية حول الوسائل وبعض الأهداف، ولكن يمكن أن تلتقي على هذا "المحور" المشترك الهادف إلى صناعة "إنسان عربي آخر" بآلات إنتاج غير عربية، وتصميم إنتاج غير عربي.

وهذا ما اتخذ صورًا عديدة، وسلك سبلًا مباشرة وملتوية، ووجد أعوانًا مما يوصف عادة بالطابور الخامس، وهو ما يحتاج إلى دراسات "ثائرة" على الطابع الروتيني الرتيب، وتحرّكات تبتكر ابتكارًا وسائل مناسبة لإبطال أغراضه وإجهاض نتائجه المبدئية .. وهنا كانت " انتفاضة الأقصى " بمثابة الشرارة الكبرى أيضًا ..



لقد شهدت المرحلة الماضية في إطار ما نراه "عملية غسيل دماغ جماعية "و" صناعة أجنبية للإنسان العربي " فيما شهدت على سبيل الأمثلة دون الحصر:



1- الموجة التي شاع بين الناس تعبير "التطبيع" في الحديث عنها، وهو تعبير يتناقض بصورة صارخة مع المقصود، فالمقصود هو تحويل الشاذ إلى أمر طبيعي، وليس العكس، أي جعل العلاقات بين المعتدي والمعتدى عليه، والقاتل والضحية، والمغتصب والمشرّد، والمهيمن والمهيمن عليه علاقات طبيعية، مع استمرار الاعتداء والتقتيل والاغتصاب والتشريد والهيمنة .. وما دامت الصهيونية صهيونية استعمارية، وما دام اليهود يهودا غاصبين، وما دام التهويد قائمًا للخليل والجليل، ونابلس والناصر، والساحل والنقب .. فيستحيل أن تكون العلاقات إلا "شاذة"، وفي سائر ما ذكرته وطرحته وبرّرته حملة " التطبيع " الشاذة، لا تخرج عن محور واحد هو استخدام وصف " الطبيعية " لفظًا مع بقاء تلك "العلاقات" شاذة مضمونًا!..

2- والأهم من ذلك ما يجري على مستوى المناهج المدرسية.

3- والأهم من هذا وذاك ما يجري على أعلى المستويات السياسية والفكرية وحتى الجامعية، من تزييف المصطلحات ومضامينها، وتوظيفها لغير أغراضها، وإفراغها من مضامينها الأصلية، مثل مصطلحات الشرعية الدولية، والحقوق المشروعة، والسلام العادل، والحل الدائم .. وما شابه ذلك.

4- وبالمقارنة مع عظم الخطورة فيما سبق، يبدو الدور المتبقي للإعلام محدودًا نسبيًّا رغم أهميته الكبرى ومفعوله الخطير، فإمّا أن يدافع عن تصوّرات مفضوحة فلا يقنع أحدًا، أو يساعد على خرق "المحظورات والمحرّمات" حتى يتم الاعتياد عليها، أو يكتفي بإلهاء الفئات المستهدفة بالإعلام عن قضايا مصيرية بأفلام عتيقة، وعن أحداث لاهبة بحفلات راقصة .. باسم الفنّ، حتى يكاد الفنّ الحقيقي ينتحر، كما تشهد كلمات الفنانين في اعتصام نقابة الفنانين بمصر.

نتائج مبدئية

وعند التأمّل في هذه النقاط كأمثلة دون الحصر كما سبقت الإشارة، يتبين سبب التحرّك السياسي الضخم المضادّ من نيويورك إلى واشنطن إلى العواصم الأوروبية وحتى موسكو .. تحت عنوان " تطويق الانتفاضة " .. والتجاوب في بعض العواصم العربية الماضية على طريق كامب ديفيد ومدريد وأوسلو والمتورطة في النتائج أكثر من سواها، تجاوبًا حذرًا حينًا ومضطربًا حينًا ثانيًا، ومتهورًا حينًا ثالثًا، مع ذلك التحرّك السياسي ولكن تحت عنوان " حماية الدماء والمقدسات "، فقد أدركت الأطراف المعنية جميعًا أن انتفاضة الأقصى وما رافقها على امتداد الأرض العربية والإسلامية لم تزعزع "عسكريًّا " الموازين الشاذة حاليًا، وبدّلت الاتفاقات المعقودة سابقًا، ولا أوصلت حتى إلى طرد سفير إسرائيلي .. ولكنها زعزعت دعائم ما يقوم عليه هذا كله، فوجهت ضربة قاضية إلى نتائج سائر الجهود المبذولة على مدى عشرات السنين الماضية لصناعة "إنسان عربي" آخر صناعة أجنبية، فوصل الخطر إلى مختلف أركان هذا البنيان الصهيوني الأمريكي الغربي بمشاركة عربية وفلسطينية.

وزادت نتائج الانتفاضة على ذلك فأضافت جوانب عديدة بالغة الأهمية، وسيّان أين تتحرّك التطورات الراهنة، أو محاولات "إنقاذ ما يمكن إنقاذه" فستبقى أمور أساسية ثابتة يمكن تعداد عناوينها وتحتاج في الأصل إلى تفصيل ومن ذلك:

1- تأبين اتفاقات أوسلو وسائر ما تفرّع عنها بعد العجز عن تحقيق الحدّ الأدنى من المطالب الفلسطينية المتقلّصة على كل حال أو"الممسوخة" منذ اللحظة الأولى لتوقيع أوسلو قبل سبع سنوات.



2- وضع "التسوية السلمية" في موضعها الحقيقي: "مشروع صهيوني أمريكي للهيمنة على المنطقة".

3- كسر سائر الحواجز القطرية والإقليمية على المستوى الشعبي في يقظة لم يسبق لها مثيل منذ العصر الذهبي للقومية العربية.

4- اجتياح التصوّرات والفعاليات الإسلامية لكل ما سواها وانضواء غيرها تحت شعاراتها.

5- كسر حاجز الخوف النفسي لدى الشعوب، وعلى صعيد معظم الفعاليات الثقافية والفكرية والمهنية والفنية والإعلامية للتعبير عن إرادتها من وراء سائر المواقف السياسية المرتبكة حينًا، والمتخاذلة حينًا ثانيًا، والمتخاذلة حينًا ثالثا، على المستويين العربي والدولي .

6- القضاء النهائي على تصوير الولايات المتحدة الأمريكية بالدولة الصديقة، أو الشريك النزيه، أو راعية السلام، وتعرية موقعها في المنطقة، المندمج اندماجا عضويا ثابتًا في المشروع الصهيوني.

7- تحرك السياسة العربية متمثلة في الحكومات الرسمية ولأوّل مرة -باستثناء قمة 1996 م في غياب العراق- للاستجابة للضغوط الشعبية وعقد لقاء القمة الشاملة، وإن تمّ تأخير موعدها عمّا كان ضروريًّا وممكنًا، ورغم الإرادة الأمريكية التي بقيت حتى الآن في موقع صانع القرار "العربي".



ولا يتسع المجال للتفصيل، ولكنّ للكلام صلة على كلّ حال، كما أنّ للأحداث حلقات قادمة، فانتفاضة الأقصى صنعت بداية، وهذا في مقدّمة ما ينبغي وضعه نصب الأعين، وجعله هدفا لبلوغ أهداف تالية، وهي دون ريب بداية تحوّل شعبي عربي شامل، أمّا أن يستهين الزعماء السياسيون بهذا التحوّل الشعبي الجارف، فلن يؤدّي ذلك إلى وقف مجرى التحوّل، إنما سيؤدّي -وهذا ما يجب أن يحذر منه الزعماء- إلى مزيد من الانفصام بين الحكومات والشعوب، ولا نستغرب ألا يبالي أصحاب المشروع الصهيوني الأمريكي بذلك، ففي مقدّمة ما يخدم أغراضهم أن يتفاقم ذلك الانفصام، وربما أن يتحوّل إلى انفجار هنا وآخر هناك .. بل قد تنشأ الخلافات داخل القيادات الحالية نفسها، وذاك ما لاحت بوادره مع القرار بعقد قمة شرم الشيخ، فلا يبقى إلا الأمل، أن يستشعر المشاركون فيها مدى خطورة المضي بها وبسواها من الخطوات المضادة لإرادة الشعوب، في عكس مجرى التيار، فالفرد العربي لم يعد "متفرجًا" بل أصبح عنصرًا فاعلًا في صناعة القرار، وعندما تدبّ الحياة في الشـعوب، لا يمكن أن تعترض طريقها قوّة في الأرض، ذاك ما تثبته دروس التاريخ، وذاك ممّا صنعته انتفاضة الأقصى.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
انتفاضة الأقصى مفصل تاريخي في مجرى الأحداث
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
«®°·.¸.•°°·.¸.•°™ منتــــــــديات مملكه الحــــــــــب ™°·.¸.•°°·.¸.•°®»  :: «®°·.¸.•°°·.¸.•°™ منتديات الحب العامه ™°·.¸.•°°·.¸.•°®» :: ~¤¢§{(¯`·.¸منتدى فلسطين¸.·¯)}§¢¤~-
انتقل الى: